زراعة البكتيريا البرازية المعروفة أيضاً باسم زراعة البراز هي إجراء طبي ثوري يتضمن نقل المواد البرازية من متبرع سليم إلى متلقي وذلك من أجل استعادة مجتمع ميكروبي متوازن وصحي في أمعاء المتلقي ، اكتسب هذا العلاج الناشئ اهتماماً كبيراً لقدرته على معالجة مختلف الاضطرابات المعدية المعوية وغير المعدية المعوية من خلال التلاعب بميكروبات الأمعاء.
محتوى المقال
* كيف تعمل تقنية زراعة البكتيريا البرازية النافعة ؟
* الأمراض التي يمكن علاجها باستخدام تقنية زراعة جراثيم البراز .
* أشكال إجراءات تقنية زراعة جراثيم البراز النافعة.
* مراحل تلقي حقنة زراعة البراز الشرجية.
* إجراء تناول حبوب زراعة البراز.
* فحص المانحين ومعالجتهم.
* المؤهلات وعوامل فقدان الأهلية للمانحين.
* المخاطر والفوائد ومعدلات النجاح.
* آثار جانبية.
كيف تعمل تقنية زراعة البكتيريا البرازية النافعة ؟
تهدف هذه تقنية إلى استعادة التوازن الصحي لبكتيريا الأمعاء عن طريق إدخال الكائنات الحية الدقيقة المفيدة المأخوذة من متبرع صحي. تلعب ميكروبيوتا الأمعاء البشرية دوراً حاسماً في الحفاظ على الصحة العامة والتأثير على جهاز المناعة والتمثيل الغذائي والعديد من وظائف الجسم الأخرى عندما يتعطل توازن هذا المجتمع الميكروبي يمكن أن يؤدي ذلك إلى مجموعة من المشكلات الصحية.
يتضمن الإجراء عادة الحصول على مادة برازية من متبرع يتمتع بالصحة الجيدة بعد أن يتم إجراء الفحوصات الكاملة له ومن ثم يتم معالجة هذه المادة ومن ثم إعطائها للمتلقي من خلال طرق مختلفة.
الأمراض التي يمكن علاجها باستخدام تقنية زراعة البكتيريا البرازية النافعة
بينما لا تزال الأبحاث جارية على تقنية زراعة جراثيم البراز أظهر هذا الإجراء نتائج واعدة في علاج الحالات المختلفة وهي:
* عدوى المطثية العسيرة (CDI):
حققت تقنية زرع البراز نجاحاً كبيراً في علاج عدوى المطثية العسيرة المتكررة وهي عدوى بكتيرية تسبب الإسهال الشديد والتهاب القولون.
* مرض التهاب الأمعاء (IBD):
تشير بعض الدراسات إلى فوائد محتملة في إدارة حالات مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي من خلال الخضوع للعلاج بتقنية زرع البراز.
* متلازمة القولون العصبي (IBS):
يتم استكشاف تقنية زرع البراز كعلاج محتمل لتخفيف الأعراض المرتبطة بالقولون العصبي.
* اضطرابات التمثيل الغذائي:
تشير الأبحاث الحديثة إلى التطبيقات المحتملة في الاضطرابات الأيضية مثل السمنة ومرض السكري.
أشكال إجراءات تقنية زراعة جراثيم البراز النافعة
يمكن إجراء تقنية زراعة البراز من خلال طرق مختلفة وهي:
* تنظير القولون:
يتم إدخال مادة البراز في القولون من خلال منظار القولون.
* الأنبوب الأنفي المعدي:
يتم توصيل المادة من خلال أنبوب يتم إدخاله عبر الأنف إلى المعدة أو الأمعاء.
* شكل كبسولة / حبوب:
يمكن تناول مادة برازية مغلفة عن طريق الفم مما يوفر بديلاً ذو تدخل جراحي أقل.
مراحل تلقي حقنة زراعة البراز الشرجية (RBL)
يتضمن إجراء زراعة البراز الشرجية إعطاء مادة برازية في قولون المتلقي عبر حقنة شرجية تستخدم هذه الطريقة بشكل شائع لعلاج حالات مثل عدوى المطثية العسيرة المتكررة وتتضمن عدة خطوات:
* تقييم المريض:
قبل الإجراء يخضع المتلقي لتقييم شامل من قبل أخصائي الرعاية الصحية يتضمن هذا التقييم تاريخاً طبياً مفصلاً وفحصاً بدنياً وربما فحوصات مخبرية للتأكد من ملاءمة المريض للإجراء.
* اختيار المتبرع وفحصه:
يتم اختيار متبرع مؤهل ويتمتع بالصحة الجيدة بناء على معايير محددة بما في ذلك الصحة العامة الجيدة وغياب الأمراض المعدية والتميز بوجود الميكروبيوتا المستقرة يخضع المتبرع لفحص شامل لاستبعاد المخاطر المحتملة.
* معالجة المواد البرازية:
تتم معالجة المواد البرازية التي تم الحصول عليها من المتبرع لإزالة المكونات غير الضرورية مثل جزيئات الطعام والمواد غير الميكروبية ثم يتم خلط هذه المواد المعالجة بمحلول ملحي معقم مما يخلق مزيجاً مناسباً للإستعمال.
* تحضير حقنة شرجية:
يقوم مقدم الرعاية الصحية بإعداد حقنة شرجية عن طريق تحميل مادة البراز المعالجة في حقنة معقمة أو كيس حقنة شرجية ، عادة ما يتم تسخين المحلول إلى درجة حرارة الجسم لتعزيز راحة المريض.
* إدارة حقنة زراعة البراز الشرجية:
يتم وضع المتلقي على جانبه الأيسر ويقوم مقدم الرعاية الصحية بإدخال محلول حقنة شرجية في القولون من خلال المستقيم ، يمكن إعطاء حقنة شرجية من خلال أنبوب المستقيم أو منظار القولون اعتماداً على بروتوكولات الرعاية الصحية.
* وقت الاحتفاظ:
بعد إعطاء حقنة زراعة البراز الشرجية يتم تشجيع المريض على الاحتفاظ بالمحلول لفترة محددة مما يسمح للمادة الميكروبية بتأسيس نفسها في قولون المتلقي قد تختلف مدة الاحتفاظ ولكنها عادة ما تكون حوالي 30 دقيقة إلى ساعة.
* مراقبة ما بعد الإجراء:
بعد فترة الاحتفاظ يسمح للمريض بطرد المحلول المتبقي ويراقب فريق الرعاية الصحية المريض بحثاً عن أي ردود فعل سلبية فورية ويقدم تعليمات الرعاية بعد الإجراء.
* المتابعة:
غالباً ما تتم مراقبة المرضى الذين يخضعون لإجراء زرع البراز عن كثب في الأيام والأسابيع التالية لعملية زراعة البراز قد يشمل ذلك مواعيد المتابعة وتقييم الأعراض والعلاجات أو التدخلات الإضافية المحتملة بناء على استجابة المريض.
من الضروري ملاحظة أن إجراء حقنة زراعة البراز الشرجية هو مجرد طريقة واحدة من عدة طرق لإدارة عمليات زراعة البراز ويعتمد اختيار الطريقة على الظروف المحددة للمريض وبروتوكولات الرعاية الصحية.
كما هو الحال مع أي إجراء طبي يجب إجراء حقنة زراعة البراز الشرجية بواسطة متخصصين مؤهلين في الرعاية الصحية وذلك في بيئة خاضعة للرقابة ومعقمة لتقليل المخاطر المحتملة.
إجراء تناول حبوب زراعة البراز (SER-109, VOWST)
ابتلاع المواد البرازية المغلفة عن طريق الفم (SER-109) أو (VOWST)يتضمن إجراء تناول حبوب زراعة البراز تعتبر هذه الطريقة أقل تدخلاً جراحياً مقارنة بالطرق الأخرى مثل تنظير القولون أو الحقنة الشرجية وتوفر بديلاً للمرضى الذين قد يجدون هذه الطرق صعبة
فيما يلي نظرة عامة على الإجراء النموذجي لأخذ حبوب زراعة البراز:
* تقييم المريض:
قبل البدء في علاج حبوب زراعة البراز يخضع المريض لتقييم شامل من قبل أخصائي الرعاية الصحية يتضمن هذا التقييم تاريخاً طبياً مفصلاً وفحصاً بدنياً وربما فحوصات مخبرية للتأكد من ملاءمة المريض للإجراء.
* اختيار المتبرع وفحصه:
يتم اختيار متبرع مؤهل ويتمتع بالصحة الجيدة بناء على معايير محددة على غرار طرق زراعة البراز الأخرى يخضع المتبرع لفحص شامل لاستبعاد المخاطر المحتملة.
* معالجة المواد البرازية:
تتم معالجة المواد البرازية التي تم الحصول عليها من المتبرع لإزالة المكونات غير الضرورية ثم تغليفها في شكل حبوب. تتضمن المعالجة عادة خطوات لتركيز الكائنات الحية الدقيقة المفيدة مع التخلص من العناصر غير الميكروبية.
* إدارة الحبوب:
يُوصف للمريض جرعة محددة من حبوب زراعة البراز والتي يأخذها عن طريق الفم قد تحتاج الحبوب إلى تناولها في أوقات محددة وعلى معدة فارغة وفقا لتعليمات مقدم الرعاية الصحية.
* المراقبة والمتابعة:
تتم مراقبة المرضى الذين يخضعون لعلاج حبوب زراعة البراز عن كثب من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية بحثاً عن أي ردود فعل سلبية أو آثار جانبية قد يتم تحديد مواعيد المتابعة لتقييم استجابة المريض للعلاج ومعالجة أي مخاوف أو أعراض.
* رعاية ما بعد العلاج:
اعتماداً على البروتوكول المحدد قد يتم تزويد المرضى بإرشادات لرعاية ما بعد العلاج قد يشمل ذلك التوصيات الغذائية أو التحذيرات أو الأدوية الإضافية لدعم إنشاء ميكروبات الأمعاء الصحية
* تقييمات المتابعة:
تقييمات المتابعة ضرورية لتقييم الفعالية طويلة المدى لعلاج حبوب زراعة البراز قد يخضع المرضى لاختبارات إضافية مثل تحليلات البراز لتقييم التغيرات في تكوين ميكروبات الأمعاء ومراقبة التحسنات في الأعراض.
من المهم ملاحظة أن إجراء تناول حبوب زراعة البراز قد يختلف اعتماداً على المنتج المحدد والبروتوكول المستخدم ، تم تصميم الحبوب لتتجاوز البيئة الحمضية للمعدة ولتذوب في الأمعاء لإطلاق المواد البرازية.
فحص المانحين ومعالجتهم
يلعب المانحون دوراً حاسماً في تقنية زراعة الجراثيم البرازية النافعة وتكون عملية اختيارهم عملية دقيقة للغاية
يخضع المتبرعون المحتملون لتقييم شامل فحوصات للأمراض المعدية ودراسة لتاريخهم الطبي وعوامل نمط الحياة الخاصة بهم.
بمجرد اجتياز الاختبارات والتقييمات تتم معالجة موادهم البرازية لإزالة المكونات غير الضرورية للحصول محلول مركز من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة.
المؤهلات وعوامل فقدان الأهلية للمانحين
*عادة ما تتضمن مؤهلات الأشخاص المانحين في تقنية زراعة البراز النافع ما يلي:
- صحة عامة جيدة.
- عدم وجود حالات مزمنة.
- وزن الجسم المستقر.
- حركات الأمعاء المنتظمة.
* قد تشمل حالات فقدان الأهلية ما يلي:
- الأمراض المعدية.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- استخدام المضادات الحيوية مؤخرا.
- السلوكيات عالية الخطورة.
المخاطر والفوائد ومعدلات النجاح
في حين أظهرت تقنية زرع البراز معدلات نجاح عالية في علاج بعض الحالات إلا أنها لا تخلو من المخاطر
تشمل المخاطر المحتملة العدوى وردود الفعل التحسسية والنقل غير المقصود للأمراض ومع ذلك تشمل الفوائد الشفاء السريع والمستمر من الأعراض في كثير من الحالات.
تختلف معدلات النجاح حسب الحالة المحددة التي يتم علاجها بالنسبة لعدوى المطثية العسيرة المتكررة، أظهرت تقنية زراعة الجراثيم البرازية معدلات نجاح تتجاوز ٪90 .
آثار جانبية
الآثار الجانبية الشائعة لتقنية زراعة الجراثيم البرازية النافعة خفيفة وعابرة بشكل عام بما في ذلك انتفاخ البطن وعدم الراحة في البطن والأحداث السلبية الخطيرة نادرة ولكن يمكن أن تشمل العدوى وانثقاب الأمعاء.
تمثل تقنية زراعة البراز وسيلة واعدة في علاج الاضطرابات المختلفة من خلال معالجة السبب الجذري ألا وهو اختلال توازن ميكروبات الأمعاء.
تهدف الأبحاث الجارية إلى توسيع تطبيقات هذه التقنية وتحسين الإجراءات والكشف عن الآثار المحتملة على المدى الطويل مع تقدم هذا المجال تمتلك زراعة البراز القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نتعامل بها مع مجموعة من الحالات الطبية ونعالجها.
